-->

دور المرأة في الاقتصاد الوطني

يشكل إقبال المرأة المغربية على التعليم مكسبا رئيسيا على المستويين الذاتي والموضوعي، لما له من مترتبات على تصوراتها لذاتها وعلاقتها بمحيطها ودورها فيه، وانعكاس ما جنته من التعليم على المجتمع ككل، سواء تعلق الأمر بالعلاقة بين الجنسين أو تنشئة الأطفال، أو بالوعي السائد، والتغيير الذي يستحدثه ذلك في العقليات والسلوك على السواء.
لا شك أن كل امراة أقبلت على التعليم، وتدرجت بين أسلاكه في مجتمعنا، إلا وراودتها الأحلام عن المكاسب الذاتية والموضوعية التي ستحقها من وراء التحصيل أو الدراسة.
تحليل النص القرائي دور المرأة في الاقتصاد الوطنيوتبرز الأرقام الصادرة عن وزارة التربية الوطنية أن الأعداد النسائية التي دخلت الأقسام الدراسية لا يستهان بها، وأن تشبث المرأة المغربية بحقها في التعليم واضح، لأنها تصر على اقتحام الأسلاك العليا والتخصصات التي كانت مقصورة على الذكور حتى وقت قريب، الشيء الذي يمكنها تدريجيا من زعزعة التراتبية المهنية، والتقسيم المهني بين الجنسين.
... لقد عملت النساء المغربيات وساهمن بنصيب وافر في الاقتصاد العائلي، وتلبية حاجاته منذ قرون. إلا أن هذا النشاط الذي كان محصورا في دائرة العائلة لم يكن ليعود على المراة بمردود مادي، ومن هنا اختلافه الرئيسي عن عملها المأجور الذي فتح أمامها أبوابا أوسع للمساهمة في تطوير ذاتها ومحيطها.
والجدير بالذكر أن هذه المساهمة عرفت سيرورة وتحولا ملحوظين، وأن التعليم كان عاملا رئيسيا في هذا التحول.
ويكفي أن نلقي نظرة على حضور النساء في في شتى المجالات والمؤسسات والمهن  والمستويات، لندرك التغيير الذي مس الوضع النسائي في المغرب خلال العقود الأخيرة ممثلا، في ظاهرة تعد أساسية وضرورية لتقدم المجتمعات، وهي مساهمة المرأة في المجال الاقتصادي بشكل فعال.
حين نرى الأجيال النسائية الشابة تقتحم مجال المهن التي كانت حتى وقت قريب مقصورة على الذكور، ندرك أهمية التعليم باعتباره عامل تحول إيجابيا، ووسيلة فاعلة في زرع الاقتناع بقيم المساواة بين الجنسين، وتجسيدها على المستويين اليومي والعملي.
ولعل أهم مترتبات التعليم على وضع المرأة والحياة الاقتصادية بالمغرب، تتمثل في إقبال أعداد متزايدة من النساء اللائي يتوفرن على مستوى تعليمي على سوق الشغل، وتسلم بعضهن لزمام المسؤولية، سواء أتعلق الأمر بالقطاع العام أم الخاص. وكان من نتائج ذلك تزايد معدل النشاط النسوي كما تبين ذلك الإحصائيات، إذ تشكل النساء راهنا طاقة مهمة في النشاط الاقتصادي، حيث نجد أن نسبة 26 % من النشيطين في المدينة و46 % من النشيطين في الوسط القروي نساء، ومقابل كل رجلين نشيطين نجد امرأة نشيطة.
فاطمة الزهراء أزرويل. المراة بين التعليم والشغل. داروليلي للطباعة والنشر، مراكش، الطبعة الأولى (1966). ص.ص :55-64-68-69 (بتصرف).

* بطاقة التعريف بالكاتبة :
 مراحل من حياتها
 أعمالها :
 - ولدت سنة 1949 بمدينة أزمور 
- تابعت دراستها البتدائية بالدار البيضاء 
- انتقلت إلى فاس لمتابعة دراستها الجامعية. -حصلت على الدوكتوراه في اللغة العربية وآدابها - حصلت على جائزة المغرب للكتاب سنة 1998م
 من مؤلفاتها : المرأة بين التعليم والشغل 
بالإضافة إلى العديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات المغربية ، كما ساهمت في تأسيس وإدارة العديد من الأبحاث المتعلقة بالمسألة النسائية.

* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان :
- تركيبيا : يتكون العنوان من خمس كلمات تكون فيما بينها مركبا إسناديا (مبتدأ+خبر) يتخلله مركب إضافي (دور المرأة) ومركب وصفي (الاقتصاد الوطني)
- معجميا : ينتمي العنوان إلى المجال الاجتماعي والاقتصادي
- دلاليا : يوحي العنوان إلى وجود علاقة بين المرأة والاقتصاد الوطني ، فما طبيعة هذه العلاقة؟
لا شك أن المرأة بوصفها فردا من أفراد المجنمع تساهم في بناء اقتصاد هذا المجتمع وتنميته ، فدورها إذا دور إيجابي يعود بالنفع والفائدة على المجتمع.
2- الصور المرفقة : ثمثل الصور المرفقة بالنص أربعة نماذج من القطاعات التي تساهم من خلالها المرأة في تنمية الاقتصاد الوطني وهذه القطاعات هي [ الصحة – الإعلام والتواصل – البرلمان – الصناعة ] مما يدل  على أن دور المرأة متعدد ومتنوع وشامل لعدة مجالات حيوية في المجتمع ، ولا يقتصر على بعض المجالات فقط.
3- فقرات النص : تتكرر كلمات العنوان في معظم فقرات النص وخاصة كلمتي (المرأة و الاقتصاد) وهذا يدل على أن العنوان يختزل معاني النص.
4- نوعية النص :
نص تقريري / تفسيري ذو بعد اجتماعي واقتصادي

* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
- مترتبات : نتائج
- التراتبية : التدرج في الترتيب
- الجدير بالذكر : الأحق والأولى بالإشارة إليه
2- الفكرة المحورية :
مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني : أسبابها ، ومظاهرها ، ونتائجها

* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
أ- المكاسب الذاتية والموضوعية لإقبال المرأة على التعليم
ب- مظاهر إقبال المرأة على التعليم ومساهمتها في الاقتصاد الوطني
ج- النتائج الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على تعلم المرأة ومساهمتها في الاقتصاد الوطني
*** ويمكن إعادة صياغة هذه الأفكار في جدول كالتالي :
 الظاهرة الموصوفة
 أسبابها
 مظاهرها
 نتائجها
 مساهمة المرأة المغربية في الاقتصاد الوطني  إقبال المرأة المغربية على التعليم، وإصرارها على اقتحام الأسلاك العليا والتخصصات التي كانت مقصورة عل الذكور  حضور النساء في شتى المجالات والمؤسسات والمهن والمستويات  * على المستوى الاجتماعي :
- الاقتناع بقسم المساواة بين الجنسين
* على المستوى الاقتصادي :
- تزايد معدل النشاط النسوي

2- الحقول الدلالية :
 الحقل الاقتصادي  الحقل الاجتماعي
 - الاقتصاد – مردود مادي – عملها المأجور – المهن – الحياة الاقتصادية – سوق الشغل – معدل النشاط النسوي…  - المرأة – محيطها – المجتمع – العلاقة بين الجنسين – تنشئة الأطفال – المجتمعات…

3- الخصائص الأسلوبية للنص :
- أسلوب تقريري مباشر يتجلى في وصف الظاهرة كما هي بلغة تقريرية خالية من المجاز أو الاستعارة
- توظيف أدوات الربط الدالة على التفسير : [ لأن – ومن هنا – ممثلا في – وهي – إذ – حيث …]
- مفاهيم واصطلاحات خاصة بالموضوع : [ الاقتصاد العائلي – مردود مادي – التراتبية المهنية – معدل النشاط النسوي – النشاط الاقتصادي… ]
- إحصائيات : [ الأرقام الصادرة عن وزارة التربية الوطنية – نسبة 26 في المائة … و 43 في المائة … ]
 * تركيب وتقويم :
         أدى إقبال المرأة على التعليم إلى تحقيق مكاسب ذاتية وموضوعية ترتب عنها تغير واضح على مستوى التراتبية الاجتماعية بين الجنسين ، وقد أتاح هذا التغير للمرأة أن تساهم بشكل فعال في الاقتصاد الوطني ، واستطاعت بفضل تعلمها أن تنافس الرجل في مختلف المهن وفي شتى المجالات حيث أقبلت أعداد كبيرة من النساء على سوق الشغل ، ونال بعضهن مناصب المسؤولية والقرار داخل الدولة ، وكان من نتائج ذلك أن ارتفع معدل النشاط النسوي في المدن والقرى على حد سواء.
*** يتضمن النص قيمة اجتماعية واقتصادية تتجلى في المكانة الاجتماعية التي تحققت للمرأة بفضل تعلمها ، ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني.