-->

بلادي

هل في الدنا مثل بلادي؟!
بلادي، وقد خيرني أجدادي في جميع البلدان والأجناس- عندما كنت رضيعا في جذور شجرة الحياة فاخترتك أنت! وحدك يا بلادي...
إن فخري بك عظيم. وإن كبريائي بجهادك الدامي لشجرة عالية مثقلة بفواكه النجوم، ينظر إليها الأطفال من كل الأصقاع فيتمنونها أن تكون شجرة ميلادهم، وترفرف حولها النسور، راغبة أن تبني من أغصانها أعشاشها، مخادع أحلامها. ويقف عند ظلالها الجنود فيسحبون من رؤوسهم قبعاتهم خاضعين، خاشعين. ويمر عليها الخائفون المذعورون، وبأيد وجلة يقطفون منها ثمارها، فتكبر عيونهم وتنفتح قلوبهم، وتجري في صدورهم أودية النخوة والبطولة والشجاعة.
طوبي لي بك يا بلادي، هذا عمري، إن لم أخدمك به فليس بعمري!
وهذا شبابي إن لم أعصر دماءه في راحتيك، فسحقا له من شباب.
وهذا قلمي، إن لم أوقفه عليك فسأخرقه في قلبي.
وهذا لساني إن لم يكن حربا على عداك فسأقلعه بعروقه من أعماق أعماقي.
محمد الصباغ - الأعمال الكاملة - الجزء1. منشورات وزارة الثقافة والاتصال - ط . 2001. ص 270
* صاحب النص:
محمد الصباغ: شاعر وأديب مغربي ولد بمدينة تطوان سنة 1927، وتوفي سنة 2013 ، عضو مؤسس لاتحاد كتاب المغرب، من مؤلفاته: العبير الملتهب - اللهات الجريح - شجرة النار - أنا والقمر...

أولا: ألاحظ وأفهم:
1- العنوان: مركب إضافي يتكون من كلمتين: بلاد + ي
2- بداية النص: يعبر فيها الكاتب عن اختياره لبلاده دون سواها.
3- نهاية النص: يؤكد فيها الشاعر استعداده للدفاع عن وطنه باللسان.
4- نوعية النص: خاطرة أو نص وصفي ذو بعد وطني
5- الإيضاح اللغوي:
- الأصقاع: جمع صقع وهو : الناحية
- النخوة : الحماسة والمروءة والغيرة
- وجلة: خائفة، مرتعشة
- طوبى: هنيئا
6- الفكرة المحورية:
وصف الشاعر مزايا بلاده وتعبيره عن مشاعر الحب والافتخار تجاهها، واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس من أجلها.
ثانيا: تحليل النص:
1- الموصوف الرئيسي : بلاد الشاعر (المغرب) = شجرة عالية
2- الموصوفات الفرعية:
- هي بالنسبة للأطفال شجرة ميلادهم
- هي بالنسبة للنسور مكان للاستقرار
- هي بالنسبة للجنود مكان مقدس يستظلون به
- هي بالنسبة للمذعورين مصدر للشجاعة والنخوة والبطولة
3- الألفاظ والعبارات الدالة على تعلق الكاتب ببلاده واستعداده للتضحية من أجلها:
(اخترتك أنت وحدك يا بلادي - فخري بك عظيم - طوبى لي بك يا بلادي - أعصر دماءه في راحتيك...)
4- العبارات المجازية ودلالاتها:
العبارات المجازيةدلالاتها
- شجرة عالية مثقلة بفواكه النجوم
- تجري في صدورهم أودية النخوة والبطولة والشجاعة
- وهذا شبابي إن لم أعصر دماءه في راحتيك
- تدل على الشموخ والسمو والرزانة والشهرة
- تدل على شدة الحماس والإحساس بالعظمة
- تدل على الاستعداد للتضحية من أجل بلاده

ثالثا: التركيب والتقويم:

* يعبر الشاعر عن حبه لبلاده ومكانتها العظيمة في قلبه ومدى تعلقه بها، ويفتخر بانتمائه إليها، ويبدي استعداده للتضحية بالغالي والنفيس من أجلها.
* يتضمن النص قيما وطنية تتمثل في حب الوطن - الوفاء للوطن - التضحية لأجل الوطن...