نماذج امتحانات مهنية / منهجية التدريس / نموذج2
- النموذج : 2
امتحان الكفاءة المهنية لولوج الدرجة الأولى من إطار أساتذة التعليم الثانوي الإعدادي
موضوع في منهجية تدريس مادة اللغة العربية
دورة دجنبر 2008
مدة الإنجاز: 2س المعامل : 2
---------------------------------------------------------------------------------------
النص :
الفنون التعبيرية جميعها ، وفي مقدمتها الأدب ، هي التي تطبع المجتمعات بتوازن سبل الحياة فيها ، لأنها تتصل بالإحساس والذوق والجمال والعاطفة والفكر جميعا ، ولأنها تستغل كل مواهب الإنسان التعبيرية : الكلمة والنغم ، والخطوط ، والألوان ، والصوت ، ولأنها تعبر عن عالم يعيشه الإنسان ذاتيا ، ويعيشه مع غيره مؤثرا ومتأثرا ، فاعلا ومنفعلا . فهذه الفنون : الادب والرسم والنحت والموسيقى والغناء ، سبيل التعبير عن عالم آخر يعيشه الإنسان هو غير الكسب والتنمية والنضال في سبيل رفع المستوى . هما عالمان يجتمعان في الإنسان وفي المجتمع ، وليس يغني أحدهما عن الآخر قطعا ، وبالتالي لا يستغني الإنسان والمجتمع الإنساني عن أحدهما لحساب الآخر.
وهذا هو السر في أن الإنسان لم يكتشف الماديات حين اكتشف نفسه فحسب ، ولكنه اكتشف إلى جانبها الروحيات ، أو الجماليات بأوسع تعبير .... وما يزال الإنسان بعد ذلك يهتم بالفنون الجميلة بمقدار ما يهتم بضروريات الحياة ، حتى أن التاريخ لا يكاد يعرف بداية للشعر ، ولا للموسيقى والرسم والغناء والنحت عند الإنسان ، كما لا يكاد يعرف بداية للفكر إلا فيما سجلته الحضارات المعروفة التي أرخت نفسها كتابة أو رسما أو نحتا أو عمرانا . وهي حضارات كانت دليل نضج الفنون ولم تكن بدايتها .
ومعنى ذلك أن الإنسان منذ القديم اهتم بالجماليات بمقدار ما اهتم بالماديات ، لأنه كان تواقا إلى إحداث التوازن المنشود في المجتمع المتكامل ، ولأنه كان مندفعا إلى إرضاء الجانب غير المادي فيه . وقد يكون هذا الاندفاع في البداية على غير تخطيط أوبدون قصد هادف ، ولكن لابد أن ذات الإنسان عبرت عن نفسها تلقائيا ، فكان البحث عن الخبز عن طريق العمل الاقتصادي ، وكان البحث عن التغذية الروحية والجمالية عن طريق الأدب والفن ، وكل الأساليب الأخرى
عبد الكريم غلاب : " دفاع عن فن القول " ، دار الفكر المغربي ، الصفحتان 8 و9
== اقترح جذاذة تطبيقية لإجراءات تدريس هذا النص ، مبرزا فيها الخطوات المنهجية المتبعة في تدريس النصوص الوظيفية بالتعليم الثانوي الإعدادي ، ومحددا الأنشطة التعليمية التعلمية ومحتوياتها الإنجازية ، مستثمرا في ذلك نص الانطلاق