يا ربَّ أيُّوب قد أَعْيَا به الداءُ

في غُربةٍ دونما مالٍ ولا سكنِ،

يدعوكَ في الدُّجَنِ

يدعوكَ في ظَلَمُوتِ الموت: أعباءُ

ناءَ الفؤادُ بها، فارحمْهُ إن هَتَفَا.

يَا مُنْجِياً فُلْكَ نُوحٍ مَزِّقِ السُّدَفَا

عَنِّي. أعِدْنِي إلى داري، إلى وطني

* * * * *

أطفالُ أيوبَ من يرعاهُمُ الآنَا؟

ضاعُوا ضياعَ اليَتامى في دُجًى شَاتِ

* * * * *

في لُنْدُنَ اللَّيْلُ موْتٌ نَزْعُهُ السَّهَرُ

و البردُ و الضَّجَرُ

يا ربّ يا ليت أنى لي إلى وطني

عَوْدٌ لتلثُمني بالشمس أجواءُ

منها تنفَّسَتْ روحي: طينُها بَدَني

و ماؤُها الدَّمُ في الأعراقِ ينْحَدِرُ.

يا ليتني بين من في تُرْبِهَا قُبِرُوا.

بدر شاكر السياب: (ديوان منزل الأقنان) الديوان: المجلد 1 - دار العودة - ص: 259/257

* التعريف بالشاعر:

بدر شاكر السياب: شاعر عراقي. وُلد سنة 1926 في قرية جيكور جنوب مدينة البصرة. توفي سنة 1964. له عدة دواوين منها: ((أزهار ذابلة))، ((حفَّار القبور))، ((أنشودة المطر)) ، ((منزل الأقنان))، ...

* ألاحظ وأفهم:

1- العنوان: عنوان مفرد يتكون من كلمة واحدة وهي اسم علم مفرد مذكر يدل على اسم نبي الله أيوب المعروف بالصبر

2- بداية النص: تشير إلى معاناة الشاعر من المرض وهو في الغربة بعيدا عن وطنه.

3- نهاية النص: يتمنى الشاعر الموت في أرض وطنه

4- نوع النص: قصيدة شعرية من الشعر الحر

5- الإيضاح اللغوي:

- الدُّجَنُ: مفردها دُجْنَةٌ وهي سواد الليل وظلامه

- ناءَ: بَعُدَ

- السُّدَف: مفردها سُدْفة وهي الظلمة

- شَاتٍ: مُمْطِر

6- الحدث الرئيس:

معاناة الشاعر مع المرض في ديار الغربة، وابتهاله إلى الله ليعيده إلى وطنه كي يموت بين أهله.

* أرصد وأحلل:

1- معجم النص:

2- حضور الطبيعة في النص:

3- الخصائص الفنية:

- النداء: يدل على الدعاء إلى الله تعالى : [ يا ربّ - يا مُنجياً...]

- التمني: يدل على رغبة الشاعر في تغيير وضعيته بانتقاله من الغربة الى الوطن: [ يا ليت أنى لي إلى وطني - يا ليتني بين من في تربها قُبروا]

- الأمر: يدل على التضرع إلى الله لتخفيف معاناته: [ارحمْه - مزّق السدفا - أَعِدْنِي]

- الرمز: أيوب يرمز للصبر - الليل يرمز للتشاؤم - الشمس ترمز للتفاؤل