-->

الامتحان الجهوي الموحد لمادة اللغة العربية / دورة يونيو 2009 / جهة سوس ماسة درعة

الامتحان الموحد الجهوي لنيل شهادة السلك الإعدادي
دورة يونيو : 2009
- مادة اللغة العربية- المدة الزمنية : ساعتان- المعامل : 3
- نص الانطلاق :
 
                                                                       مدينة السعادة                   
           رأيت فيما يرى النائم أنني أمشي في قفرة جرداء قد انبسطت رمالها على سطحها متجعدة تجعد الأمواج على سطح البحر..وأنشأت أمشي لا أعرف لي مذهبا ولا مقصدا ، وأنى يكون ذلك في صحراء قد تشابهت مسالكها ، وتشاكلت مذاهبها..حتى انحدرت الشمس إلى مستقرها ، ونشر الظلام أجنحته السوداء في الأفق..
             وصلت إلى جبل عال كأنما هو جدار قائم يمسك السماء.. ثم رميت بطرفي فرأيت بين الصخور المبعثرة في سفح الجبل صخرة بيضاء ناعمة الملمس فاضطجعت عليها.. وماهي إلا غمضة الطرف أن أشعرت بأنها تتحرك قليلا قليلا ، ثم استقلت ثم طارت ، فكدت أحسب أن الموت قد نزل.. لولا أن فتحت عيني فرأيت ما كنت أحسبه صخرة طائرا أشبه شيء بالنسر في خلقه ، واستمر ذاهبا بي في أفق السماء ثم هبط بي إلى قمة الجبل فأسرعت بالانحدار عنه نحو السفح الثاني للجبل.. فما بلغته حتى رأيتني في مزرعة في وسطها بنية قد وقف على بابها شيخ هو أشبه الأشياء بما يتخيله فريق الخياليين في سكان المريخ ، فذعر مني كما يذعر الإنسان لرؤية الجان ، فتقدمت نحوه فحييته وحياني وهو يقول : من أنت؟ وكيف جئت إلى هنا؟..ما كنت أحسب أن الشمس تطلع على مدينة غير هذه المدينة..! فما زلت أحدثه وأستدنيه حتى أنس بي ودعاني إلى منزله..
              في صباح اليوم التالي عرضت على الشيخ أن يزيرني في المدينة . فانحدر بي إليها ، فرأيت شوارعها نظيفة فسيحة منتظمة ومنازلها متفرقة غير متلاصقة .. ورأيت سكانها مكبين على أعمالهم ، مجدين في شؤونهم..وأغرب ما استهوى نظري أنني لم أر في تلك المدينة ذلك التفاوت الذي أعرفه عندنا بين الناس..فما أعظم أخلاقهم ! وأجدر بأن يقتدى بها في مدائننا ! ..فسألت الشيخ : ألا يوجد فيكم غني وفقير ، وسيد ومسود؟ قال:نعم يا سيد الرجال ، حسب الرجل منا بيت يؤويه ، ومزرعة تقيته ودابة تحمل أثقاله ثم لا شأن له بعد هذا فيما سوى ذلك . قلت: لا بد أن يكون بينكم العاجز عن العمل والمتعطل الكسلان . قال: أما الكسلان فلا وجود له بيننا ، وشعارنا : "العمل العمل في سبيل الارتقاء بمدينتنا" وأما العاجز فنعطف عليه ولا نرى في وجوه العبادة أفضل من مواساة العاجزين ، ورحمة البائسين ..
          واصلنا تجوالنا في المدينة العظيمة ولما جاء الليل عدنا وأخذت مكاني من مرقدي في منزل الشيخ فلم أستيقظ حتى رأيتني في فراشي في منزلي ، فلا السهل ولا الجبل..ولا الشيخ ولا المزرعة ولا المدينة ولا السعادة .
مصطفى لطفي المنفلوطي . "النظرات" ط 2001. الدار النموذجية . ج1 . ص:73 ، 81 –بتصرف-

- الأسئلة :

- اقرأ النص قراءة متأنية ثم أنجز الأنشطة التالية :

- أولا : القراءة : ( 8 نقط )

1- اختر الجواب الصحيح من بين الإجابات التالية:
                          نوع النص : وصفي / سردي / حجاجي ..............…………………….............. (1ن)
2- اشرح بالمرادف حسب سياق النص ما يلي : قفرة – ذعر ............…………................. (1ن)
3- حدد قضية من القضايا السكانية التي يعالجها النص ..........……………........................... (1ن)
4- استخرج العبارات الدالة على العجائبية والغرائبية  في النص ...........……………………........... (1ن)
5- استخرج من النص أربعة أمكنة رئسية مر منها الكاتب .............………………...........…....... (1ن)
6- أبرز قيمة من القيم الاجتماعية التي يتضمنها النص مستدلا عليها بما يناسب منه............ (1ن)
7- لخص ما ورد في النص من أحداث مبديا رأيك فيها ……...........................….................. (2ن)

- ثانيا : الدرس اللغوي : ( 6 نقط )

1- اضبط بالشكل التام الكلمات التي تحتها خط بعد نقلها إلى ورقة التحرير .............…............. (1ن)
                     ( صحراء    /    أشبه     /     نظيفة    /     أشد )
2- استخرج من النص أسلوبا للتعجب وآخر للإغراء ......................................…………...... (1ن)
3- أنشىء جملة مفيدة تضمنها صفة ممنوعة من الصرف ………………………....... ( 1.5ن)
4- انقل الجدول التالي إلى ورقة تحريرك وأتمم ملأه بما يناسب : .......................... (1.5ن)

الجملة
نوع الإضافة
فائدتها
مدينة السعادة...................................................................

5- أعرب إعرابا تاما ما كتب بخط مضغوط في النص ( يا سيد) .......………………....................(1ن)



- ثالثا : التعبير والإنشاء: ( 6 نقط )

              بينما كان السارد وصديقه الشيخ يتجولان في المدينة ،  اعترض سبيلهما كائن غريب هددهما بالقتل وتدمير المدينة بكاملها…
           تخيل في ثمانية أسطر حكاية عجيبة لما حدث ، مستثمرا ما تدربت عليه في مهارة “تخيل حكاية عجيبة”