-->

من مكارم الأخلاق النبوية

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا ، وَإِنَّ من أَبْغَضكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعدكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ والمتفيهقون " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا الْمُتَفيهقون ؟ قَالَ : " الْمُتَكَبِّرُونَ " .
[رواه الترمذي]

عَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ :

«‏ كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ »‏ .‏

[رواه الترمذي وأحمد]


عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ، أَوْ : بِضْعٌ وَسَبْعُونَ ، شُعْبَةً ،فأفضلها قول لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ " .

[رواه البخاري ومسلم]


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :

" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أهل الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ "

[رواه الترمذي]

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

" مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى "

[رواه الشيخان]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

"بَالَ أعرابي فِي الْمَسْجِدِ فَقام الناس إِلَيْهِ ليَقَعُوا فيه ، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعُوهُ وَأرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلا مِنْ مَاءٍ أو ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مبشرين وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ ".

[رواه البخاري]


التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول ، للشيخ منصور علي ناصف .
ج : 5 . ص : 18 –19 . المكتبة الإسلامية . ط : 3 .

مكارم،أخلاق،نبوية،أبو هريرة،أحاسنكم أخلاقا،المتشدقون،المتفيهقون


* التعريف بالحديث النبوي الشريف :

          هو ما أضيف إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة. 

أولا : ملاحظة النص واستكشافه :

  1.  العنوان: يتكون من أربع كلمات متصدرة ب”من” التبعيضية التي تشير إلى بعض من مكارم الأخلاق النبوية. وبعدها مركبان : الأول منهما إضافي (مكارم الأخلاق) والثاني وصفي (الأخلاق النبوية) .
  2. بداية النص: تبتدىء كل الأحاديث بلفظة “عن” التي تشير إلى الأشخاص الذين نقلوا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  3. نهاية النص: تنتهي الأحاديث بعبارات وضعت بين معقوفتين ، وتشير إلى مصادر الأحاديث والرواة الذين رووا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  4. نوعية النص: أحاديث نبوية شريفة.

ثانيا : فهم النص :

1-الإيضاح اللغوي :

- أبغضكم : اسم تفضيل من بغض الشخص : كرهه ، والمراد : الذين لا يحبهم الرسول صلى الله عليه
- الثرثارون : جمع مذكر سالم مفرده : الثرثار ، وهو كثير الكلام بلا فائدة
- خطَّاء : صيغة مبالغة من أخطأ والمقصود : المرتكب لذنوب كثيرة.

2- المضمون العام :

دعوته صلى الله عليه وسلم إلى التحلي بمكارم الأخلاق

3- المضامين :

أ- حسن الخلق وعدم التكبر على الناس وسيلة الإنسان لنيل قرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ب- بيانه صلى الله عليه وسلم أن الإنسان ليس معصوما من الخطأ ، وخير الناس من يرجع عن خطئه.
ج- الإيمان خصال وسلوكات منها : التوحيد وإماطة الأذى عن الطريق والحياء..
د- دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الرحمة والتراحم
ھ- الإسلام دين يسر وليس دين عسر

ثالثا : تحليل النص :

1- الألفاظ والعبارات الدالة على المجال الإسلامي:

رسول الله - يوم القيامة - أحاسنكم أخلاقا - الإيمان - الحياء - الرحمان - الراحمون - المؤمنين - المسجد...

2- مكارم الأخلاق  النبوية الواردة في الأحاديث :

ما ينظم علاقة الإنسان بربه ما ينظم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان
التوبة والرجوع عن الخطأ – قول لا إله إلا الله - - حسن الخلق – التواضع – إماطة الأذى عن الطريق –
 الحياء – الرحمة – التراحم – معاملة الناس بيسر

3- أساليب النص:

تتميز الأحاديث النبوية بغناها اللغوي والأسلوبي ، حيث نجد الأساليب التالية:
  • أسلوب التشبيه وضرب المثل : "مثل المؤمنين في توادهم…"
  • أسلوب الأمر : "أريقوا… – ارحموا…"
  • أسلوب الاستفهام : "ما المتفيهقون؟…"
  • أسلوب الطباق : أحب ≠  أبغض   -  أقرب ≠  أبعد

رابعا : التركيب والتقويم :

           يدعونا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث إلى التخلق بمكارم الأخلاق والالتزام بحسن الخلق  من خلال الابتعاد عن الثرثرة والتكبر ، والمبادرة إلى التوبة وتوحيد الله تعالى ، والتخلق بالحياء والرحمة والتراحم  ، ومعاملة الناس بيسر ومحبة. وذلك من أجل تنظيم علاقة الإنسان بربه وعلاقته بأخيه الإنسان.

          يتضمن النص قيمة خلقية تتجلى في الدعوة إلى التخلق بمكارم الأخلاق من خلال الاقتداء بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.