-->

حديث الروح

النص الشعري: حديث الروح
حديث الروح للأرواح يســــــــري وتـدركــه القـلـــوب بــلا عنـــــــاء 
هتفت به  فطار بلا  جــنــــــــــاح     وشــق أنـيـنـــه صــــدر  الفضـــاء
ومعدنه ترابي ولـكـــــــــــــــــــــن جــرت فــي لفـظــــــه لغة السمـاء
لقد فاضت دموع العشق منـــــــــي حديـثـــا كان علــــــوي الـنـــــــداء
فحلق في ربي الأفلاك حـتــــــــــى أهــــاج العالــــــم الأعلـــى بكانـي
قيثارتي مـلـئــت بأنـات الـجــــــوى لا بد للمكـبـوت من فـيـضـــــــــــان
صعدت إلى شفتي خواطر مهجتـي ليبيــن عـنهــا منطـقـــي ولســانــي
أنا ما تعديت القناعة والرضـــــى لكـنـمــــا هي قـصـــــة الأشـجـــان
يشكـو لك اللـهـم قـلـب لم يـعـــش إلا لــحـمــد عــــلاك في الأكــــوان
إذا الإيـمـان ضـاع فلا أمـــــــــان ولا دنيــا لــمــن لــم يحــي ديــنــــا
و من يرض الحياة بغير ديــــــــن فقد جعل الفـنـاء لـهـا قـــريــــنـــــا
و في التوحـيد للـهـمـم اتحـــــــــاد ولــن تبنـــوا العــلا مـتـفرقينـــــــا
ألــــم يـبـعــــت لأمـتـكـــــم نبـــــي يوحـدكــــم علــى نـهـــج الوئــــام
ومصحفكـــم وقبلتكـــم جمـيـعـــــا مـنـــــار للآخـــــوة و الــســــــلام
وفوق كل شئ رحمــــــن رحيــــم إلـــــه واحــــــــــد رب الأنــــــــــام
محمد إقبال – الأعمال الكاملة ، الجزء الأول ص/ص 69 /39 (بتصرف)
حديث،الروح،نص شعري،محمد إقبال،قصيدة،شرحقصيدة حديث الروح

أولا : بطاقة التعريف بالشاعر : [محمد إقبال]

محمد،إقبال،الشاعر،الباكستاني،ترجمة محمد إقبال

مراحل من حياته
أعماله ومؤلفاته
- شاعر باكستاني ولد في الهند سنة 1877
- درس الفلسفة في كلية لاهوروكان نابغا في دراسته
-سافر إلى جامعة كامبريدج في بريطانيا ، ثم إلى ميونيخ في ألمانيا وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة.
- استغل فترة إقامته بأوروبا فصار داعية إسلامية.
- ألقى العديد من المحاضرات عن الإسلام وعظمته.
- توفي بلاهور سنة 1938
خلف الدكتور محمد إقبال أزيد من عشرين كتابا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفكر والفلسفة ، بالإضافة إلى عدة دواوين شعرية.

ثانيا : ملاحظة النص واستكشافه :

1- العنوان : يتكون من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا
2- بداية النص : تشير إلى مميزات وخصائص حديث الروح [ للأرواح يسري – تدركه القلوب بلا عناء ]
3- نهاية النص : تشير إلى صفات الله تعالى [ رحمان – رحيم – إله واحد – رب الأنام ]
4- شكل القصيدة : تتكون القصيدة من أربعة مقاطع مختلفة من حيث عدد الأبيات ونوع القافية وحرف الروي
5- نوعية النص : قصيدة شعرية عمودية ذات بعد إسلامي

ثالثا : فهم النص :

1- الإيضاح اللغوي :
- سرى : مضى وذهب
- أنين / أنات : من أن المريض : توجع من الألم
- الجوى : من جوي الشخص بمعنى اشتد وجده واحترق من عشق أو حزن
- مهجتي : المهجة : الروح  ، النفس ، القلب
- الأشجان : مفرده شجن وهو الحزن والهم
2- الفكرة المحورية :
مناجاة الشاعر لله تعالى طمعا في رضاه ، ودعوة الناس إلى الإيمان ومحبة الله ورسوله ، والتشبث بالقرآن الكريم.

رابعا : تحليل النص :

1- الأفكار الأساسية :
المقاطع
فكرتها
المقطعان : 1 و2 - مناجاة الشاعر لربه ، ووصف حالته النفسية ، والآثار التي خلفها الإيمان في قلبه
المقطعان : 3 و4 دعوة الشاعر إلى التشبت بالدين الإسلامي
2- الحقول الدلالية :
المعجم العاطفي
المعجم الديني / الإسلامي
الروح – القلوب – أهاج – بكائي – قيثارتي – الجوى – أنات – فاضت – مهجتي – الأشجان - الإيمان – دين – نبي – التوحيد – مصحفكم – إله – رب الأنام – اللهم – رحمان رحيم - قبلتكم 

خامسا : التركيب والتقويم :

        عندما يتعلق الإنسان بربه ، ويشتد إيمانه به ، ويتدرج في درجات الإيمان حتى يبلغ أقصاها ، عندئذ يصير الإيمان عشقا لله تعالى بالخضوع له والاستسلام لجلاله وعظمته ، والتدلل بين يديه..وهذا هو حال الشاعر محمد إقبال الذي فاضت قريحته الإيمانية بحديث روحي عبر من خلاله عن حبه لله تعالى ومناجاته ، والشكوى بين يديه طمعا في رضاه ورحمته.
         ومن خلال هذه المناجاة والشكوى أدرك محمد إقبال أهمية الإيمان في حياة الإنسان الدنيوية والأخروية ، لهذا نجده في المقطعين الثالث والرابع يدعو الناس إلى التشبت بالإيمان وبتعاليم الدين الإسلامي.
*** يزخر النص بخصائص أسلوبية نذكر منها :
- الاستفهام : لحث المتلقي على التفكير والبحث .. ولاستنكار التفرقة في صفوف المسلمين وبعدهم عن الإسلام . مثال : (ألم يبعت لأمتكم نبي…يوحدكم على نهج الوئام)
- الشرط : للدلالة على ملازمة النتيجة للسبب وضرورة التفكير فيهما . مثال : (إذا الإيمان ضاع فلا أمان…)
- التقديم والتأخير : لإبراز أهمية المخصوص بالكلام وتقديره وتعظيمه . مثال : (يشكو لك اللهم قلب…)
- الجناس : لتحقيق التناغم الموسيقي . مثال : (الإيمان = أمان  -  رحمان = رحيم )
- تنويع الضمائر : للدلالة على شمولية الإيمان و على أن هذا الموضوع لا يعني الشاعر فحسب بل يعني جميع الناس.. مثال : (المتكلم : قيثارتي ، مهجتي….   - المخاطب : مصحفكم ، قبلتكم ، يوحدكم…  - الغائب : يسري – تدركه – يشكو….)