-->

الفرض الكتاب الأول – الأسدس الأول 2013 / الثالثة إعدادي

الساعة الثانية صباحا :
وصلت حافلتنا في الساعة الثانية صباحا إلى منى ، قريبا من موضع رمي الجمرات..ذلك الرمي الذي يرمز لرفض الإنسان القاطع للشر بداخله ، وفي العالم أيضا. واقتربت من العمود ، حتى أضمن إصابته باستخدام أصبعين فقط ، مع احتفاظي بمسافة تحميني من التعرض لوابل من حصى الحجاج من الخلف. إنه موقف صعب حقا ، لأن بعضا من البسطاء ينتابهم شعور بأن في مقدورهم أن ينالوا من إبليس مرة واحدة في حياتهم ، فيرموا رمزه بأحجار كبيرة وبأحدية ومظلات.
وتجمع حول حافلتنا مجموعة من الصبية يحملون – كما توقعت من قبل – مقصات لكي يقصوا لكل منا خصلة من الشعر في مقابل ثلاثة ريالات ، ما لم نكن نرغب في حلق الرأس تماما ، ومع أنه كان مسموحا لنا أن نخلع ملابس الإحرام ، فقد هرعنا إلى مكة قبل الشروق.ولم نكن بحاجة إلى إقناع سائق الحافلة، الذي أمضى الليل ساهرا، أن يحملنا إلى مكة ، إذ كان هو نفسه يرتدي ملابس الإحرام. وبعد وصولنا إلى مكة ، طفنا للمرة الثالثة حول الكعبة طواف الإفاضة. وكان الزحام في هذه المرة أشد من ذي قبل ، إذ كان عدد الطائفين فيها لا يقل عن مائتي ألف حاج ، ولذا استغرق مني الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة ساعتين حافلتين بالإرهاق.
على الساعة الرابعة والنصف صباحا :
حان موعد صلاة فجر يوم عيد الأضحى ، عاشر أيام ذي الحجة، بالحرم المكي. وسوف أؤديها ، بآخر ما تبقى لي من قواي مع 800 ألف مسلم.وبالنظر إلى فخامة الصوت وكمال القراءة ، يعد مؤذنو الحرم المكي وأئمته صفوة الصفوة.فأذانهم نداء فني رائع..وقراءتهم للقرآن مناجاة مسموعة...فهذا الجمال ينقل حاجا ساهرا مرهقا مثلي إلى عالم خال من التعب.
السادسة صباحا :
أخيرا ، عدنا بعد الساعة السادسة صباحا إلى بيت ضيافتنا في منى ... وتعانقنا أنا ورفاقي في الحج مرددين : حجا مقبولا إن شاء الله ، وعدت إلى غرفتي حيث خلعت أخيرا ملابس الإحرام واستلقيت في سريري ملتهب العروق. وحمدت الله أن منحني القدرة على أداء فريضة الحج ، داعيا أن يتقبلها مني ، ثم رحت في نوم عميق.
د.مراد هوفمان . رحلة إلى مكة. ص : 33 ، 34 ، 35 – بتصرف –
فرض اللغة العربية الثالثة إعدادي الأسدس الأول 2013-page-001