غذاء الشباب
من الملاحظ أن الطعام الشهي يستهوي الشباب أكثر مما يستهويه الطعام المفيد لصحته ونموه ، ولذا من المفيد أن تقدم إليه الوجبات الشهية والمفيدة في آن واحد.
فإذا احتوى غذاؤه على الحليب ، واللحم ، والطيور ، والسمك ، والجبن ، والبيض ، والزبدة ، والحبوب الجافة ، والفواكه ، والخضر ، والحمضيات ، والبطاطا ، والخبز ، كان معنى ذلك أن جسمه قد حصل على المواد الأساسيةالتي يحتاجها.
ومع مرحلة الشباب تزداد حاجة الجسم إلى الغذاء ، فالعظام تبدأ بالتصلب ، ومعادنها تأخذ بالازدياد ، وهذا كله يتطلب تغذية جيدة ، خاصة بالمواد البروتينية والكلسية والحديد ، فإذا انقصت إحدى هذه المواد ، أدى ذلك إلى وجود ضعف في العظام.
إن مظاهر نقص المواد الاساسية تبدو لنا في بطء نمو الجسم ، وقلة حيويته ، وإن عدم حصول الجسم على حاجته من السعرات الحرارية يؤدي إلى سوء تمثل البروتين والكالسيوم في الجسم ، فهو حين لا يحصل على حاجته من السكاكر والنشويات والدهن ، فإنه يستهلك البروتين الداخل إليه بدلا من أن يخزنه ويستخدمه في البناء.
ولتجنيب البدانة ، يجب على الشباب أن يزاولوا الرياضة التي تستدعي حركة ونشاطا كالسباحة ، وكرة القدم ، وكرة المضرب ، والمشي.
والشباب في حاجة إلى أغذية بها لحم ، لأنه يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن ، كما أن الكالسيوم والفيتامين (د) ضروريان لنمو جسم الشاب ، وهما موجودان في الحليب والبيض والزبدة.
ولقد عرف عصرنا هذا عادة سيئة صارت شائعة لدى الجميع ، رغم أضرارها ، وهي عادة اختصار وجبة الصباح ، واقتصارهم فيها على كوب من الحليب أو الشاي ، أو إلغاء الوجبة تماما.
والواقع أن من أكثر الأمور تأثيرا على الصحة أن نستقبل أفضل ساعات يومنا بالعمل والحركة والتفكير بمعدات خاوية ، لأن النتيجة الطبيعية لذلك هي استنفاد ما في الجسم من مواد احتياطية ، وبالتالي فقر الدماغ من الدماء مما يجعل الذاكرة ضعيفة ، والحكم على الأمور لا يخلو من خطإ ، والجسم كسولا خاملا ما دام خاليا من الطاقات الحرارية اللازمة له لكي يؤدي عمله على الوجه الأكمل.
إن وجبة الصباح هي أهم وجبات اليوم إطلاقا ، فالمعدة تكون خالية في الصباح ، لذلك فهي مستعدة لتقبل ما يلقى فيها من غذاء ، ولذا من الضروري أن نزودها بالمقاديرالغذائية الكافية لإمداد الجسم بحاجته من مصادر الحرارة ، والتلميذ الذي يستجيب لحاجة معدته من الغذاء يكون أقدر على استيعاب الدروس من ذاك الذي جاء إلى المدرسة من غير تناول وجبة الفطور ، وإن قليلا من الألعاب الرياضية ، في صبيحة كل يوم ، كاف لإثارة الدورة الدموية ، وإعداد الجسم لتناول الإفطار بشهية ، ومن الضروري أن تكون وجبة الصباح متنوعة في موادها ، غنيةب فيتاميناتها وأملاحها المعدنية.
وإذا كانت الأكلةالخفيفة (الساندويتش) رفيق الشباب الأول ، فهي شيء لا ضير فيه إذا كان تناوله زيادة على الوجبات الرئيسية ، ثم إن تناول الشباب للأكلات الخفيفة والنقل والشكولاتة والفواكه والحليب ، فيما بين الوجبات ، يسد جانبا آخر من حاجات أجسامهم.
الدكتور صبري القباني ، الغذاء لا الدواء ، ص ص : 475 – 477 – بتصرف-
*بطاقة التعريف بالكاتب : [صبري القباني]
مراحل من حياته | أعماله |
- هو طبيب سورس ولد بدمشق سنة 1908م - تخرج من كلية الطب بالجامعة السورية سنة 1931 - عمل طبيبا في بعض القرى والمدن السورية ثم انتقل إلى العراق ليعمل طبيبا في جيشه - عاد إلى دمشق سنة 1940 ، وافتتح عيادته الخاصة. - عين أستاذا محاضرا بالجامعة سنة 1948 - عمل في الإذاعة في برنامج ((طبيبك خلف المذياع) - أسس مجلة طبيبك سنة 1956م ، ثم مجلة (الرياضة والجمال) - توفي عام 1973م بدمشق | * من مؤلفات الدكتور صبري القباني : - الغذاء لا الدواء - جمالك سيدتي - طبيبك معك - حياتنا الجنسية - أطفال تحت الطلب - قلوب الأطباء |
* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : تركيبيا : يتكون العنوان من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا – معجميا : ينتمي العنوان إلىالمجال الصحي / السكاني – دلاليا : يدل العنوان على المواد التي يحتاج إليها الجسم في نموه وخاصة جسم الشباب.
2- الصورة المرفقة : تنسجم مع النص لأنها تتضمن بعض الأغذية التي يحتاجها جسم الإنسان بشكل أساسي ، غير أننا نلاحظ أن هذه الصورة تقدم نماذج من الأغذية النباتية فقط ، وهذا يدفعنا إلى التساؤل : ألا يحتاج جسم الإنسان إلى أغذية حيوانية مثلا؟
3- مصدر النص : بالنظر إلى مصدر النص نجد عنوان الكتاب الذي أخذ منه هذا النص وهو : ((الغذاء لا الدواء)) وهنا نستنتج أن الغذاء الصحي المتوازن يكن صاحبه من الاعتناء بصحته دون حاجة إلى اللجوء إلى الدواء في أغلب الحالات.
4- نوعية النص : مقالة تفسيرية ذات بعد صحي / سكاني
* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :
- يستهوي : يروق ويعجب - المواد الكلسية : مواد تدخل في تكوين العظام - السعرات الحرارية : الطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام بالحركة ومختلف الأنشطة – الكالسيوم : عنصر فلزي يدخل في تركيب العظام - النشويات : مسحوق أبيض يكثر في الحبوب وفي بعض النباتات كالبطاطس – لا ضير : لا ضرر فيه.
2- الفكرة المحورية :
أهمية الغذاء المتوازن وكيفية استفادة الشباب منه في نمو أجسامهم.
* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
أ- دور الطعام الشهي والمفيد في نمو جسم الشباب
ب- إيجابيات التغذية الصحية المتوازنةوسلبيات التغذية الناقصة اللامتوازنة
ج- توجيه الكاتب مجموعة من النصائح إلى الشباب للحفاظ على صحتهم ، ومنها : ممارسة الرياضة ، تناول وجبة الفطور كاملة ، عدم الاقتصار على الوجبات الخفيفة…
2- الحقول الدلالية :
الألفاظ والعبارات الدالة على التغذية | الألفاظ والعبارات الدالة على الصجة |
الطعام الشهي – الوجبات – غذاؤه – الحليب ، واللحم ، والطيور ، والسمك ، والجبن… – الغذاء – التغذية – وجبة الفطور – الأكلة الخفيفة… | صحته ونموه – البدانة – نمو جسم الشاب – فقر الدماغ من الدماء – الدورة الدموية – الكالسيوم… |
* التركيب والتقويم :
مما لا شك فيه أن التغذية المتوازنة هي إحدى الركائز الأساسية لصحة الإنسان ولاسيما في مرحلة الشباب حيث تعد الحاجة إلى أغذية صحية ومتوازنة تعينهم على أداء أنشطتهم اليومية ، لذلك وجب الحرص على انتقاء الغذاء الجيد الغني بالمواد المفيدة للجسم.
ولا يجب أن ننسى في هذا الصدد ما للرياضة من فوائد إيجابية على صحة الإنسان لعل أبرزها ما تلخصه القولة المشهورة : ((لعقل السليم في الجسم السليم)) ، غير أن هذه القولة تضل ناقصة ما لم يواكبها تطبيق فعلي على أرض الواقع بتوفير بيئة سليمة تساعد على سلامة الجسم .. وعليه يمكن أن نعيد صياغة القولة السابقة على الشكل التالي : العقل السليم في الجسم السليم في البيئة السليمة.
- يتضمن النص قيمة تحسيسية / توعوية تتجلى في التحسيس بأهمية الصحة ، وتوعية الشباب بمخاطر إهمال الحاجيات الغذائية لجسمه ، وحثه على تناول الأغذية الصحية والمتوازنة والإقبال على ممارسة الرياضة.