-->

الطبيعة بين الأمس واليوم

أصبحت علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة نفعية، حوّلت كل جمالات الطبيعة إلى أشياء قابلة للاستخدام والانتفاع.
فلم تعد الشمس ذلك القرص الجميل الذي يزين قبة السماء الزرقاء، وإنما أصبحت بالدرجة الأولى موردا للطاقة الحرارية يفكر الإنسان في استعمالها لأغراض بيتية أو صناعية، ولم يعد الوادي هو ذلك المجرى المائي الرائع المنساب الذي كنا نستمتع بخرير مياهه وسموق الأشجار حوله، وزقزقة الطيور على جنباته، بل أصبح الوادي مجرد مصدر طاقة دافعة لمحطات توليد الكهرباء المنصوبة على سطحه.
وتحول النحل من ذبابة مزركشة جميلة تنتقل بين الزهور والأقاحي إلى ((طبق عاملة)) منتجة للمعلبات العسلية المتناثرة في الأسواق الكبرى.
بل إن الهواء نفسه تحول من مجال منعش إلى مجرد فضاء لعبور الطائرات أو طاقة دافعة للمراكب الشراعية، كما تحوّل الثلج إلى أرضية لممارسة رياضة التزلج، مثلما تحولت الغابة إلى مورد للصناعات الخشبية والورقية.
هكذا مارس الإنسان، بواسطة التقنية، نوعا من العدوان على الطبيعة، وحولها إلى مجرد موادّ طبيعية، قابلة للتداول، فحولت التقنية الطبيعة من غاية إلى وسيلة، فحجبتها عنا ونقلتها إلى بيئتنا وبيوتنا على شكل علب وأدوات، وفي أحسن الأحوال على شكل صور أو مصنوعات بلاستيكية. وهكذا فإن كل مساس بنظام الكون يولد ردود فعل يعتبر التلوث ومظاهر الخلل البيئي الكوني إحدى معالمها الأولى.

محمد سبيلا: الحداثة وما بعد الحداثة . دار توبقال للنشر - البيضاء ، الطبعة الزولى : 2000، ص 73
الطبيعة

أولا: ألاحظ وأفهم

1- العنوان: - تركيبيا: يتكون العنوان من خمس كلمات تكون في ما بينها مركبا إسناديا + مركب عطفي.
دلاليا: يوحي العنوان بحالة الطبيعة بين الأمس واليوم أو التغيرات التي طالتها بين هاتين المرحلتين الزمنيتين
2- بداية النص ونهايته: تنسجمان أكثر مع الكلمة الأولى والأخيرة من العنوان (الطبيعة - اليوم) لأنهما تشيران إلى الحالة التي  أصبحت عليها الطبيعة اليوم .
3- الصورة المرفقة: هي ثلاث صور مركبة تعبر عن العنوان لأنها تشخص حالة التغير الذي لحق بالطبيعة وتمثل الصورة الوسطى سبب هذا التغير.
4- نوعية النص: مقالة تفسيرية ذات بعد سكاني
5- الإيضاح اللغوي:
- المنساب: اسم مفعول من انساب الماء: أي جرى وسال
- سموق: علو وارتفاع
- معالمها: ملامحها وعلاماتها.
6- الفكرة المحورية:
تغير صورة الطبيعة بين الأمس واليوم بفعل تدخل يد الإنسان

ثانيا: أرصد وأحلل

1- معجم النص:

الماضي
 الحاضر
 الشمس  قرص جميل يزين قبة السماء  مورد للطاقة الحرارية
 الوادي  مجرى مائي رائع منساب  مصدر طاقة دافعة لمحطات توليد الكهرباء
 النحل  ذبابة مزركشة جميلة  طبقة عاملة 
 الهواء  مجال منعش  فضاء لعبور الطائرات أو طاقة دافعة للمراكب الشراعية

2-الألفاظ والعبارات الدالة على المجال الصناعي:
 الطاقة - صناعية - توليد الكهرباء - المعلبات العسلية - مورد للصناعات الخشبية والورقية - التقنية - علب وأدوات - مصنوعات بلاستيكية.
3-  دلالة استعمال بعض الأفعال في النص:
 الأفعال
 لم تعد
 أصبح 
 حوَّلَ
 ترددها في النص
 2
 3
 7
 * دلالة استعمالها في النص: للتعبير عن التحولات الكثيرة التي لحقت بالطبيعة بين الأمس واليوم
4- قيمة النص: التحسيس والتوعية بمخاطر التغيرات التي أصابت الطبيعة.