-->

تكنولوجيا المعلومات

مع ظهور كل تكنولوجيا جديدة، يسارع بعض الناس بترديد صيحات الإعجاب والتأييد، والإسراف في إطلاق الوعود والآمال، في حين يردد بعض آخر صيحات النذير والتنديد بالمخاطر والعواقب. ويكفي أن نستعرض بصورة موجزة تاريخ تطور تكنولوجيا المعلومات منذ اختراع الطباعة حتى ظهور الإنترنت، مروراً بتكنولوجيا، الكمبيوتر لنتعرف مواقف المتفائلين والمتشائمين:

مع ظهور تكنولوجيا الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر، رأى الكثيرون في الكتاب الأداة الفعالة لمحو الأمية ونشر المعرفة، وتنمية الفكر والذاكرة، مما يوفر للقارئ فرصة التأمل في خلوته مع الكتاب. في المقابل ارتفعت الأصوات المضادة تنذر بأن الكتاب سوف يؤدي إلى ضمور ذاكرة الإنسان بعد أن أصبح كل شيء قابل للتسجيل على الأوراق، بل هناك من أنذر من العواقب الاجتماعية التي يمكن أن تنجم عن إتاحة المعرفة للجميع، فحرمت القراءة على العبيد وحددت للمرأة الموضوعات التي يجوز لها قراءتها وحرقت الكتب وصودرت الصحف، وصدرت القوانين للرقابة على المطبوعات.

يتكرر المشهد ذاته تقريبا مع ظهور الكمبيوتر في منتصف القرن المنصرم،حيث هلل بعضهم له بصفته الأداة المثلى للتعليم، يخلص البشر من سلبيه النصوص المطبوعة، ويعفي العقل البشري من القيام بالعمليات الذهنية الروتينية التي تسبب له السأم والضجر وتميت فيه رغبه الإبداع. وفي المقابل راى آخرون في استخدام الكمبيوتر تهديدا حقيقيا لضمور القدرات الذهنية للمخ البشري، وفقد الانسان للمهارات اللازمة للعمليات الحسابية والمنطقية لاعتماده على الآلة في القيام بهذه العمليات.

أخيرا وفي ما يخص الإنترنت، فقد وجد فيها بعض الناس الأداة الفعالة ل ((دمقرطة)) المعرفة على أساس أنها ستتيح المعلومات للجميع في كل وقت وفي أي مكان. على الطرف النقيض، هناك من يعتبر الإنترنت نقمة لا نعمة بعد أن بات العقل الإنساني مهددا بوفرة المعلومات الزائدة، بالإضافة إلى أن هذه الآلة ستزيد من انعزالية الفرد وتضعف صلته بعالم الواقع وبالانسان.
نبيل علي: الطفل العربي وتكنولوجيا المعلومات ضمن كتاب ((ثقافة الطفل العربي)) رقم 50 ط 1 - 2002 ص 199-201.

أولا: ألاحظ وأفهم:

1- العنوان: مركب إضافي يتكون من كلمتين.
2- بداية النص: تشير إلى موقف الناس من التكنولوجيا الجديدة حيث يتراوح موقفهم بين التأييد والتنديد.
3- نهاية النص: تشير إلى مثال عن الموقف السابق تجاه الإنترنت
4- نوعية النص: مقالة تفسيرية/ حجاجية ذات بعد حضاري
5- الإيضاح اللغوي:
- التنديد: ندَّدَ بالشيء: صرّح بعيوبه
- هلّل: رحّب، قال أهلا وسهلا
- على الطرف النقيض : في المقابل، بشكل يخالف ما سبق
6- الأفكار الأساسية:
- موقف المؤيدين والمعارضين لتكنولوجيا المعلومات
- تجسد هذا الموقف أولا مع ظهور الطباعة حيث تراوحت مواقف الناس تجاه الكتاب بين التأييد والرفض
- الكمبيوتر وسيلة للتعليم و الإبداع في نظر البعض، وتهديد لذاكرة الإنسان في نظر الآخرين
- إيجابيات الإنترنت وسلبياتها.

ثانيا : تحليل النص:

1- الحقول الدلالية:

الصفات الإيجابية
 الصفات السلبية
 الطباعة  محو الأمية - نشر المعرفة - تنمية الفكر والذاكرة...  ضمور ذاكرة الإنسان - العواقب الاجتماعية - حرمت القراءة على العبيد...
 الكمبيوتر  الأداة المثلى للتعليم - يخلص البشر من سلبية النصوص المطبوعة...  ضمور القدرات الذهنية للمخ البشري - فقدان المهارات اللازمة للعمليات الحسابية والمنطقية.
 الإنترنت  دمقرطة المعرفة - تتيح المعلومات للجميع...  نقمة لا نعمة - انعزالية الفرد - تضعف صلته بعالم الواقع وبالإنسان.
2- ملامح الأسلوب الحجاجي في النص:
- التوقع: توقع الإيجابيات أو السلبيات التي ستترتب عن استخدام تكنولوجيا المعلومات.
- المقارنة: المقارنة بين الطباعة والكمبيوتر والإنترنت.
- التقابل: عرض موقف المتشائمين مقابل رأي المتفائلين.
3- موقف الكاتب:
يبدو موقف الكاتب محايدا تجاه تكنولوجيا المعلومات، فهو يعرض المواقف المختلفة ويترك القارئ يتخذ موقفه الخاص به.

ثالثا: أركب:

ينقسم الناس من حيث نظرتهم تجاه تكنولوجيا المعلومات إلى صنفين:
- المتفائلون المعجبون والمرحبون بتكنولوجيا المعلومات لما لها من إيجابيات
- المتشائمون الرافضون والمحذرون منها لما لها من سلبيات.
وقد عبر كل صنف عن موقفه المدعوم بالحجج من الطباعة والكمبيوتر والإنترنت.