-->

إلى أمي

 أمي!

عندما كنت صغيرا جدا، كنت أنتظر الأعياد لآكل فيها الحلوى، وألعب مع رفاقي خارج جدران المدرسة.

عندما كنت صغيرا، أذكر أنني كنت أدعوك ((ماما))، وأنك كنت دائما جميلة، وأن صدرك كان أفضل وسادة أرتاح عليها.

وعندما كنت صغيرا صغيرا، ما كنت أذكر شيئا، ولكنهم أخبروني، أنك حملتني تسعة أشهر في بطنك، وأنك تألمت كثيرا.

وأخبروني أيضا، أنني عندما كنت أجوع ، كنت تطعمينني من صدرك، وأنني عندما كنت أبكي، كنت تحملينني بين دراعيك، وأنني عندما كنت أنام كنت تركعين قرب سريري.

هل صحيح ما يقولون يا أماه؟

أمي عندما كنت في المدرسة، قالوا لنا: لا تنسوا معايدة أمهاتكم، فغداً عيد الأم.

أعرف يا أمي أن غدا يبدأ فصل الربيع، ويتساوى الليل والنهار، وأعرف يا أمي أن البراعم ستعود إلى أغصان الأشجار العارية، وأعرف يا أمي أن الطبيعة كلها ستلبس أجمل ثيابها احتفاءً بك.

ولكن ما لا أعرفه يا أمي، هو لماذا اختاروا لك يوما واحدا من أيام السنة؟ فأنا أحبك في كل الفصول، وكل الأسابيع وكل الأيام. فما أبخلهم يا أماه...!

آهٍ ليتني أعود صغيرا مرة ثانيةً، لأتذكر ما أخبروني به!

عندما كنت صغيراً، أذكر أن أبي كان في مثل هذا اليوم، يشتري لي هدية، ويطلب مني أن أقدمها لك.

وأذكر يا أمي، وأنا خجِل منك، أنني كنت أتمنى أن تبقى الهدية معي.

واليوم،

ماذا أقدم لك في عيدك؟

بحثت عن هدية فما وجدت شيئا في الدنيا يليق بك.

فتعالي يا أماه، نبحث معا، عن هدية لك.

نصري الصايغ - إلى أمي- من كتاب: أروع ما قيل في الأم، إميل ناصيف - دار الجيل - بيروت - الطبعة الأولى 1997


ألاحظ وأفهم:

1- العنوان: مركب إسنادي يتكون من جار ومجرور (شبه جملة) في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره هدية إلى أمي أو رسالة إلى أمي

2- مجال النص: ينتمي النص إلى المجال الاجتماعي.

3- نوعية النص: خاطرة أو نص سردي ذو بعد اجتماعي.

4- الإيضاح اللغوي:

- معايدة: تهنئة ومشاركة أفراح العيد

- احتفاءً: تكريما واحتفالا

- البراعم: أزهار الأشجار قبل أن تتفتح

5- المضمون العام: تذكر السارد أفضال أمه عليه وإبراز مكانتها في قلبه.

أرصد وأحلل:

1- معجم النص: 

 ما يدل على الأم   ما يدل على الطفل
 حملتني تسعة أشهر - تألمت كثيرا - تطعمينني من صدرك - تحملينني بين ذراعيك - تركعين قرب سريري... كنت صغيرا - آكل الحلوى - ألعب مع رفاقي - أبكي - أجوع - أحبك في كل الفصول - أخجل منك...  

2- الخصائص الفنية:

- التشبيه: - ...أن صدرك كان أفضل وسادة أرتاح عليها.

- الاستعارة: - ...أن الطبيعة كلها ستلبس أجمل ثيابها احتفاءً بك.

- التمني: - ليتني أعود صغيرا مرة أخرى

- الاستفهام: - ماذا أقدم لك في عيدك؟

- النداء: - أعرف يا أمي أن غدا يبدأ الربيع...