الإسلام دين الرحمة
وقد جاء في السنة النبوية ما يطابق الآية الكريمة “وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ” وذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله تعالى لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ أنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي )) . وفي حديث آخر ، ((إن الله تعالى جَعَلَ الرَّحْمَةَ في مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ فِى الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ)).
وقد عم القرآن الكريم بالرحمة كل شيء ، فهي تشمل الإنسان والحيوان. ومن الأمثلة المضروبة على ذلك في السنة النبوية ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ((قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَحَلب ثَدْيهَا تسقي ، فإِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ " ؟ فَقُلْنَا : لا ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ . فَقَالَ : اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا )).
فالإسلام دعا أهله إلى الرحمة ليتخذوها شعارا لهم وميثاقا خلقيا ينظم علاقاتهم الفردية والجماعية ، وتصرفاتهم في الحياة إزاء الناس وجميع المخلوقات.
عن مقال لعبد الله كنون ((الاسعاف في نظر الإسلام )) – مجلة دعوة الحق – ص : 109 وما بعدها . ع 7 أبريل 1959
* بطاقة التعريف بالكاتب : [عبد الله كنون]
مراحل من حياته
|
أعماله ومؤلفاته
|
- ولد بمدينة فاس سنة 1908 - رحل سنة 1914 إلى طنجة حيث استقرت أسرته بعد أن حالت ظروف الحرب العالمية الأولى دون هجرتها إلى الشرق. - اشتغل ابتداء من سنة 1936 بالتدريس حيث أسس مدرسة "عبد الله كنون" الحرة والمعهد الديني بطنجة. - تقلد منصب وزير العدل بين سنتي 1954-1956. - ترأس عبد الله كنون تحرير مجلة "لسان الدين" - عمل مديرا لجريدة "الميثاق" | - النبوغ المغربي المغربي في الأدب العربي - شرح مقصورة المكودي - أمراؤنا الشعراء - مدخل إلى تاريخ المغرب - واحة الفكر - شرح الشمقمقية - أحاديث عن الأدب المغربي الحديث - لوحات شعرية |
أولا: ملاحظة النص واستكشافه:
- العنوان: يتألف من ثلاث كلمات ومركبين : الأول : إسنادي (الإسلام دين) ، والثاني إضافي (دين الرحمة) . ويدل العنوان على صفة تميز الدين الإسلامي وهي صفة الرحمة
- بداية النص: تنسجم مع العنوان لأنها تتضمن ألفاظه (الإسلام+دين+الرحمة) وتشير إلى معناه (الإسلام يتميز بصفة الرحمة)
- نهاية النص: تنسجم بدورها مع العنوان ومع بداية النص لأنها تشتمل على الألفاظ ذاتها ، مما يدل على رغبة الكاتب في التأكيد على هذه الصفة المميزة للإسلام وهي صفة الرحمة.
- نوعية النص: مقالة تفسيرية ذات بعد إسلامي
ثانيا: فهم النص:
- الإيضاح اللغوي: -التعلق: مصدر تعلق بالشيء أو الشخص ارتبط به وتشبت به - طارحة: اسم فاعل من طرح الشيء : رماه ، والمراد : أن تلقي ابنها - البليغين: الفصيحين والواضحين.
- الفكرة المحورية: الرحمة مبدأ أساسي يتميز به الدين الإسلامي.
- الأفكار الأساسية:
أ- تميز الإسلام بالرحمة ، ومن مظاهر ذلك تسميته صلى الله عليه وسلم بنبي الرحمة.
ب- شمولية رحمته تعالى لجميع الكائنات وجميع الذنوب.
ج- دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى التراحم بينهم اقتداء برحمته تعالى.
د- دعوة الإسلام الناس إلى اتخاذ الرحمة نمطا وأسلوبا للعيش.
2- بناء النص:
اعتمد الكاتب في بناء مقالته منهجا استقرائيا انتقل فيه من العام إلى الخاص ، حيث وصف الإسلام بالرحمة ، ثم قدم بعد ذلك أمثلة ومظاهر لهذه الرحمة في الإسلام.
* على مستوى الأسلوب اعتمد الكاتب :
- أسلوب التوكيد: ويتجلى في تكرار لفظة الرحمة ، وفي عبارات من قبيل : إن السمة الخلقية ، – أكدت ذلك بجميع أدوات التوكيد…
- الاستشهاد: حيث وظف الكاتب استشهادات من القرآن الكريم ومن السنة النبوية.
ب- شمولية رحمته تعالى لجميع الكائنات وجميع الذنوب.
ج- دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى التراحم بينهم اقتداء برحمته تعالى.
د- دعوة الإسلام الناس إلى اتخاذ الرحمة نمطا وأسلوبا للعيش.
ثالثا: تحليل النص:
1- مظاهر الرحمة في الدين الإسلامي:
عند الله تعالى
|
عند الرسول صلى الله عليه وسلم
|
في القرآن الكريم
|
عند سائر المخلوقات
|
- تكرر وصفه تعالى بالرحمة في غيرما آية - رحمة الله تعالى وسعت كل شيء - مغفرته تعالى لجميع الذنوب - رحمته تعالى تغلب غضبه - جعله الرحمة في مائة جزء… | - تسميته صلى الله عليه وسلم باسم نبي الرحمة. | - افتتاح سائر سور القرآن الكريم بالبسملة | - الفرس التي ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه - المرأة المرضعة في السبي |
اعتمد الكاتب في بناء مقالته منهجا استقرائيا انتقل فيه من العام إلى الخاص ، حيث وصف الإسلام بالرحمة ، ثم قدم بعد ذلك أمثلة ومظاهر لهذه الرحمة في الإسلام.
رابعا: التركيب والتقويم:
الرحمة صفة مميزة للدين الإسلامي ومبدأ أساسي لتنظيم العلاقات بين الناس ، وتتخذ الرحمة في الإسلام مظاهر متعددة تتجلى أولا في رحمة الله الواسعة والشاملة لسائر المخلوقات ، وثانيا في رسوله الكريم الذي سمي بنبي الرحمة ، وثالثا في القرآن الكريم المفتوحة سائر سوره بالبسملة ، ورابعا عند سائر المخلوقات التي تعطف على صغارها وتحن عليها بما ألهمها الله تعالى من رحمته.* على مستوى الأسلوب اعتمد الكاتب :
- أسلوب التوكيد: ويتجلى في تكرار لفظة الرحمة ، وفي عبارات من قبيل : إن السمة الخلقية ، – أكدت ذلك بجميع أدوات التوكيد…
- الاستشهاد: حيث وظف الكاتب استشهادات من القرآن الكريم ومن السنة النبوية.