الثمن غال ولكن الحرية أغلى
إن الخسائر البشرية التي تكبّدها الفلسطينيون في العام الماضي كانت كبيرة إذ استشهد أكثر من 696 فلسطينياً في الخمسة عشر شهراً الماضية, كما وصل عدد الجرحى إلى ما يقارب 23 ألفاً, أي حوالي واحد بالمائة من عدد السكان الفلسطينيين في الضفة
الغربية وقطاع غزة, وهو ما تساوي نسبته تسعة أضعاف عدد الذين قتلوا في الاعتداءات التي وقعت في الولايات المتحدة, بالمقارنة بين حجم السكان في كلا البلدين.
ويبدو أن نظرة متفحصة لهذه الأرقام تمنح الرأي القائل بأن حكومة إسرائيل متورطة في عملية تطهير عرقي مصداقية كبرى, ولعل الأرقام هي أكبر دليل: فأكثر من 58 بالمائة من الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء الانتفاضة لم يكونوا مشتركين في أي اشتباكات, وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 90 بالمائة في الشهر الرابع, واستمر المعدل في الارتفاع إلى ما فوق 60 بالمائة, مما يعني أن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين قتلوا, بينما كانوا يمارسون حياتهم اليومية: في البيت, أو العمل, أو المدرسة, أو وهم يقودون سياراتهم.
كما تشير الإحصاءات, إلى أن الحكومة الإسرائيلية تجمع ما بين عدة وسائل لإنزال أقصى أثر مميت على الفلسطينيين, وهو ما يمكن رصده من خلال نمط الإصابات التي يعاني منها الفلسطينيون, والتي ستقود بالضرورة إلى الخروج باستنتاجات خطيرة, تشير إلى أن 4ر99 بالمائة من الفلسطينيين الذين قتلوا بذخيرة حيّة, أصيبوا في القسم العلوي من الجسم, في حين أصيب 6ر0 بالمائة المتبقين في القسم السفلي, مما يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يطبق سياسة التصويب بهدف القتل, فإطلاق النار على القسم العلوي من أجساد مواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية لا يشكّل مبرراً معقولاً (للدفاع عن النفس).
ومما يلفت الانتباه أيضاً, أن 9ر29 بالمائة من الإصابات تركزت في القسم السفلي من الجسم, أي أن أكثر من ثلثي المصابين الفلسطينيين أصيبوا في القسم العلوي, مما يشير على الأغلب إلى الرغبة في إحداث إعاقات.
إن هذه الإحصاءات التي تتحدث عن نفسها, هي أقوى بكثير من الكلمات الجوفاء التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية بأنها (تمارس سياسة الدفاع عن النفس), وتمثل صورة جليّة للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على الإنسان الفلسطيني كحلقة مكملة لسياسة هدم البيوت, وتجريف الأراضي, واقتلاع الأشجار.
ومما يلفت الانتباه أن 87 بالمائة من الفلسطينيين الذين استشهدوا كانوا من المدنيين, كما تشهد الحصيلة الشهرية للشهداء ارتفاعاً مستمراً يشمل كل فئات العمر, يشكّل الأطفال فيه هدفاً بحد ذاته, إذ إن 30 بالمائة من القتلى شهرياً هم دون سن 18.
هذه هي بعض الآثار الملموسة لسياسة التدمير التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية طوال العام المنصرم, وهي النتائج الطبيعية للوسائل التي أدت إلى تدمير العملية السلمية وتدمير سبع سنوات من العمل والتنمية الفلسطينية, هذا التدمير الذي شمل أيضاً مشروعات حيوية أقامها الاتحاد الأوربي والممولون الدوليون مثل ميناء غزة.
وإذا كان الاحتلال قد استطاع تدمير جزء مهم من البنية التحتية الفلسطينية, فإنه فشل فشلاً ذريعاً في كسر الإرادة الفلسطينية, وإضعاف روح التحدي والمقاومة, فالصعوبات والمشاق لم تزد الشعب الفلسطيني إلا تصميماً على نيل الحرية والاستقلال والخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.
- يدل العنوان على المفاضلة بين غلاء الثمن وغلاء الحرية ، ويوحي بمكانة ومنزلة الحرية مقارنة مع الثمن الذي يدفع في سبيل تحقيقها ، فهي أغلى من كل ثمن ،بل إنها لا تقدر بثمن.
2- بداية النص : تنسجم مع العبارة الأولى من العنوان (الثمن غال) ، لأنها تشير إلى الثمن الذي دفعه الفلسطينيون في سبيل الحرية ، والثمن هنا هو الخسائر البشرية.
3- نهاية النص : تنسجم مع العبارة الأخيرة من العنوان (الحرية أغلى) فقد تكررت لفظة الحرية في نهاية النص ووردت بجانبها ألفاظ تحمل نفس المعنى وهي : المقاومة – الحرية - الاستقلال – الخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.
4- نوعية النص : مقالة حجاجية ذات بعد وطني.
- تكبدها: تحملها ، وعاناها ، وقاساها.
- الجوفاء : الفارغة.
- البغيض : المقيت ، الكريه.
1- الفكرة المحورية :
يبرز الكاتب الانتهاكات والجرائم التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الصامد رغم كل الاعتداءات
2- الألفاظ والعبارات الدالة على عنصرية إسرائيل :
- عملية تطهير عرقي – تجمع ما بين عدة وسائل لإنزال أقصى أثر ممميت على الفلسطينيين – أصيبوا في القسم العلوي من الجسم – سياسة التصويب بهدف القتل – الرغبة في إحداث إعاقة – الهادفة إلى القضاء على الإنسان الفلسطيني – سياسة التدمير التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية.
* التركيب والتقويم :
يقدم الكاتب في هذا النص تقريرا مفصلا عن الجرائم البشعة التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين العزل ، ويفضح النوايا السيئة لحكومة إسرائيل التي تبرر جرائمها بالدفاع عن النفس ، ولكنها في الحقيقة تمارس سياسة تطهير عرقي وإبادة ضد الشعب الفلسطيني ، ويقدم إحصائيات دقيقة تثبت تورط إسرائيل في جرائم خطيرة تمثلت في استهداف المدنيين العزل ، والنية المسبقة في إحداث إعاقات جسدية بالنظر إلى طريقة وبشاعة القتل..
إن هذه الجرائم والانتهاكات لم تزد الشعب الفلسطيني إلا صمودا وعزما وتصميما على التحدي والمقاومة إلى حين تحقيق النصر ونيل الحرية
يتضمن النص قيما منها :
- قيمة وطنية : تتجلى في تعلق الفلسطينيين بوطنهم وتضحيتهم بأرواحهم في سبيل تحريره.
- قيمة حقوقية : تتجلى في الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائل في حق الفلسطينيين ، وحرمانهم من حقهم في الحرية.
- قيمة إنسانية : النص رسالة إلى المجتمع الإنساني لينظر بعين الرأفة والشفقة إلى الشعب الفلسطيني.
الغربية وقطاع غزة, وهو ما تساوي نسبته تسعة أضعاف عدد الذين قتلوا في الاعتداءات التي وقعت في الولايات المتحدة, بالمقارنة بين حجم السكان في كلا البلدين.
ويبدو أن نظرة متفحصة لهذه الأرقام تمنح الرأي القائل بأن حكومة إسرائيل متورطة في عملية تطهير عرقي مصداقية كبرى, ولعل الأرقام هي أكبر دليل: فأكثر من 58 بالمائة من الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء الانتفاضة لم يكونوا مشتركين في أي اشتباكات, وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 90 بالمائة في الشهر الرابع, واستمر المعدل في الارتفاع إلى ما فوق 60 بالمائة, مما يعني أن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين قتلوا, بينما كانوا يمارسون حياتهم اليومية: في البيت, أو العمل, أو المدرسة, أو وهم يقودون سياراتهم.
كما تشير الإحصاءات, إلى أن الحكومة الإسرائيلية تجمع ما بين عدة وسائل لإنزال أقصى أثر مميت على الفلسطينيين, وهو ما يمكن رصده من خلال نمط الإصابات التي يعاني منها الفلسطينيون, والتي ستقود بالضرورة إلى الخروج باستنتاجات خطيرة, تشير إلى أن 4ر99 بالمائة من الفلسطينيين الذين قتلوا بذخيرة حيّة, أصيبوا في القسم العلوي من الجسم, في حين أصيب 6ر0 بالمائة المتبقين في القسم السفلي, مما يؤكد أن الجيش الإسرائيلي يطبق سياسة التصويب بهدف القتل, فإطلاق النار على القسم العلوي من أجساد مواطنين يمارسون حياتهم الطبيعية لا يشكّل مبرراً معقولاً (للدفاع عن النفس).
ومما يلفت الانتباه أيضاً, أن 9ر29 بالمائة من الإصابات تركزت في القسم السفلي من الجسم, أي أن أكثر من ثلثي المصابين الفلسطينيين أصيبوا في القسم العلوي, مما يشير على الأغلب إلى الرغبة في إحداث إعاقات.
إن هذه الإحصاءات التي تتحدث عن نفسها, هي أقوى بكثير من الكلمات الجوفاء التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية بأنها (تمارس سياسة الدفاع عن النفس), وتمثل صورة جليّة للسياسة الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على الإنسان الفلسطيني كحلقة مكملة لسياسة هدم البيوت, وتجريف الأراضي, واقتلاع الأشجار.
ومما يلفت الانتباه أن 87 بالمائة من الفلسطينيين الذين استشهدوا كانوا من المدنيين, كما تشهد الحصيلة الشهرية للشهداء ارتفاعاً مستمراً يشمل كل فئات العمر, يشكّل الأطفال فيه هدفاً بحد ذاته, إذ إن 30 بالمائة من القتلى شهرياً هم دون سن 18.
هذه هي بعض الآثار الملموسة لسياسة التدمير التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية طوال العام المنصرم, وهي النتائج الطبيعية للوسائل التي أدت إلى تدمير العملية السلمية وتدمير سبع سنوات من العمل والتنمية الفلسطينية, هذا التدمير الذي شمل أيضاً مشروعات حيوية أقامها الاتحاد الأوربي والممولون الدوليون مثل ميناء غزة.
وإذا كان الاحتلال قد استطاع تدمير جزء مهم من البنية التحتية الفلسطينية, فإنه فشل فشلاً ذريعاً في كسر الإرادة الفلسطينية, وإضعاف روح التحدي والمقاومة, فالصعوبات والمشاق لم تزد الشعب الفلسطيني إلا تصميماً على نيل الحرية والاستقلال والخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.
فلسطين.. روح العرب الممزق
كتاب العربي عدد 56-15 أبريل 2004 (بتصرف)
* ملاحظة النص واستكشافه :
1- العنوان : يتألف من ست كلمات تكون فيما بينها مركبا إسناديا مكونا من مبتدأ وخبر (الثمن غال) والناسخ الحرفي (لكن) واسمها وخبرها (لكن الحرية أغلى)- يدل العنوان على المفاضلة بين غلاء الثمن وغلاء الحرية ، ويوحي بمكانة ومنزلة الحرية مقارنة مع الثمن الذي يدفع في سبيل تحقيقها ، فهي أغلى من كل ثمن ،بل إنها لا تقدر بثمن.
2- بداية النص : تنسجم مع العبارة الأولى من العنوان (الثمن غال) ، لأنها تشير إلى الثمن الذي دفعه الفلسطينيون في سبيل الحرية ، والثمن هنا هو الخسائر البشرية.
3- نهاية النص : تنسجم مع العبارة الأخيرة من العنوان (الحرية أغلى) فقد تكررت لفظة الحرية في نهاية النص ووردت بجانبها ألفاظ تحمل نفس المعنى وهي : المقاومة – الحرية - الاستقلال – الخلاص من ظلم الاحتلال البغيض.
4- نوعية النص : مقالة حجاجية ذات بعد وطني.
* فهم النص :
1- الإيضاح اللغوي :- تكبدها: تحملها ، وعاناها ، وقاساها.
- الجوفاء : الفارغة.
- البغيض : المقيت ، الكريه.
1- الفكرة المحورية :
يبرز الكاتب الانتهاكات والجرائم التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الصامد رغم كل الاعتداءات
* تحليل النص :
1- الأفكار الأساسية :
الأطروحة المدحوضة (المرفوضة)
|
عمليات البرهنة
|
الفكرة المقترحة / النتيجة
|
الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل | - تقديم أرقام وإحصائيات حول القتلى والجرحى الفلسطينيين - رد عذر إسرائيل التي تبرر جرائمها بالدفاع عن النفس ، وكشف نواياها الخفية. | - تجريم إسرائيل وفضح جرائمها |
- عملية تطهير عرقي – تجمع ما بين عدة وسائل لإنزال أقصى أثر ممميت على الفلسطينيين – أصيبوا في القسم العلوي من الجسم – سياسة التصويب بهدف القتل – الرغبة في إحداث إعاقة – الهادفة إلى القضاء على الإنسان الفلسطيني – سياسة التدمير التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية.
* التركيب والتقويم :
يقدم الكاتب في هذا النص تقريرا مفصلا عن الجرائم البشعة التي تقترفها إسرائيل في حق الفلسطينيين العزل ، ويفضح النوايا السيئة لحكومة إسرائيل التي تبرر جرائمها بالدفاع عن النفس ، ولكنها في الحقيقة تمارس سياسة تطهير عرقي وإبادة ضد الشعب الفلسطيني ، ويقدم إحصائيات دقيقة تثبت تورط إسرائيل في جرائم خطيرة تمثلت في استهداف المدنيين العزل ، والنية المسبقة في إحداث إعاقات جسدية بالنظر إلى طريقة وبشاعة القتل..
إن هذه الجرائم والانتهاكات لم تزد الشعب الفلسطيني إلا صمودا وعزما وتصميما على التحدي والمقاومة إلى حين تحقيق النصر ونيل الحرية
يتضمن النص قيما منها :
- قيمة وطنية : تتجلى في تعلق الفلسطينيين بوطنهم وتضحيتهم بأرواحهم في سبيل تحريره.
- قيمة حقوقية : تتجلى في الانتهاكات الجسيمة التي تقترفها إسرائل في حق الفلسطينيين ، وحرمانهم من حقهم في الحرية.
- قيمة إنسانية : النص رسالة إلى المجتمع الإنساني لينظر بعين الرأفة والشفقة إلى الشعب الفلسطيني.