-->

أنشطة التطبيق في مهارة تخيل حكاية عجيبة

*نص الموضوع :

جاء في نهاية نص "رحلة الفرسيوي" قول السارد: "وقد خضته تجربة المدينة الأولى وملأته فجأة برغبة في الجلوس على صخرة الجماعة وتقديم حكايته للجالسين".
تخيل أن الفرسيوي صادف في طريق عودته إلى الريف كائنا خرافيا.. اكتب حكايته مع هذا الكائن مستثمرا ما درسته في مهارة تخيل حكاية عجيبة أو من الخيال العلمي.

نموذج متميز: 

نأى الفرسيوي عن ضجة المدينة، وارتسمت الطريق أمامه زيتونا وكروما وغابات، عند ذلك توقف لأخذ نفس عميق قبل استئناف الرحلة.. بدا الفرسيوي كالمستيقظ من كابوس مفزع، وزاد من معاناته إحساسه الشديد بالجوع والعطش.
وبينما كان يفكر في طريقة للحصول على الطعام والماء.. اتجه حماره إلى جزرة ناتئة بجانب الطريق وشرع في اقتلاعها ، لكنه فشل في ذلك لأن الجزرة بدت عالقة كأن التربة تتمسك بها ولا تريد إفلاتها. اقترب الفرسيوي ليجرب حظه، فبدأ في سحب الجزرة بكامل قوته ، فجأة شعر بزلزال تحت قدميه، وبزمجرة قوية هزت الأرجاء من حوله. وحملت الأتربة إلى عنان السماء ثم ألقت بها على سطح الأرض..ولولا الألطاف الإلهية لكان الفرسيوي وحماره تحت الأنقاض.
تلاشى الغبار أمام الفرسيوي ليكتشف أن ما كان يعتقد أنه جزرة هو في الواقع قرن لعفريت عملاق يكاد يلمس السحاب. قدماه كمخالب النسر ، له جناحان كجناحي الخفاش..وقبل أن يستفيق الفرسيوي من هول الصدمة بادره العفريت بصوت غاضب ارتج له المكان :
- من أيقظني من نومي؟
رد الفرسيوي بتلعثم : - أنا أيها العفريت.. ظننت قرنك جزرة..!!
- قرني أنا كالجزرة ؟!!!
- آسف أيها العفريت لم أقصد إهانتك!
حدق العفريت في الفرسيوي الذي بدا كنملة صغيرة أمام قدميه ثم قال :
- عندي أحجية لا يحلها إلا الأذكياء.. فإن استطعت حلها كافأتك، وإن أخفقت، مسختك لتصبح حمارا كهذا الأشهب الجميل. إليك الأحجية :
- فيها ماء ولا يُشرب ، واسمها منبع للشرب ، وفي وسطها ساعة سوداء لا تدور..
أنزل العفريت أرجوحة متدلية من السحب إلى الأرض، وتابع كلامه سوف تتأرجح هذه الأرجوحة أربعين مرة كعلامة على الوقت المحدد لحل هذا اللغز، وإن فشلت ستكون نهايتك عسيرة جدا.
أحس الفرسيوي أنه في مأزق حقيقي، وأنه هالك لا محالة..وفي اللحظة الأخيرة حدث مالم يكن في الحسبان..دخلت ذبابة عين الفرسيوي ، فصرخ بأعلى صوته : عيني..! فقال له العفريت : "أحسنت أيها القروي ، كم أنتم أذكياء أيها البشر." ثم التفت إلى الحمار فحوله إلى براق أبيض كالثلج، وأعطى الفرسيوي كمية كبيرة من الذهب والألماس. وعاد الفرسيوي إلى قريته في لمح البصر.
وبعد جلوسه على صخرة الجماعة وحكي حكايته للجالسين استيقظ القرويون صباح اليوم التالي ليجدوا ما بقي لهم من الجزر في الحقول قد اقتلع على يد كل من سمع حكاية الفرسيوي.

من إنجاز التلميذ : محمد الزروالي 3/1