ذكريات الإصابة بالمرض - نموذج متميز في كتابة السيرة الذاتية
*نص الموضوع:
اسرد تجربة معاناتك مع هذا المرض وفق ما اكتسبته من خطوات كتابة سيرة ذاتية.
طيلة السنوات الخمس الأولى من طفولتي كنت كثيرة الشغب..أنتقل في أرجاء المنزل بخفة ونشاط وبدون كلل أو ملل.. إلى أن جاء اليوم المشؤوم.. نعم ذلك اليوم الذي أصبت فيه بمرض جلدي نتيجة عدوى من زميلتي في الروض. بثت الليلة بكاملها أصرخ من الألم، وأقنع نفسي بأن البراغيث هي المسؤولة عن حالتي.. إلى أن جف نهر الأعذار وتصحرت واحة الصبر، فما كان بيدي سوى تفجير بركان الغيظ الذي بداخلي على مخدة كانت قربي، شرعت في عظها حتى خيل إلي في لحظة من الهديان أن المخدة المسكينة تطلب النجدة.. لكنني، مع ذلك، لم أتركها حتى سطعت شمس الصباح حاملة يوما جديدا قضيته رفقة أمي في عيادة الطبيب الذي وصف لي مهدئات تناولتها ليلا للتخفيف من الحكة الناتجة عن البثور الهائجة.
في كل مرة أسافر فيها إلى المستقبل أختار قطارا يقوى على حمل حقائب أحلامي وذكرياتي خلال السفر لكي لا أنساها، لأني أرى سوق الحياة مليئا بالعجائب التي تصادفني، والتي لا يجب رميها على أرض الزمن والدوس عليها، بل أومن بضرورة أخذها معي إلى أي مكان أقصده لتبقى ذكرى مغروسة في عقلي ومحفورة في قلبي. ولعل هذا هو السر في أنني ما زلت أحتفظ بذكريات مع ذلك المرض رغم مرور أزيد من عشر سنوات على تاريخ الإصابة به.
بقلم : سلمى خيرات الله (الثالثة: 8)